مدينة سوسة هي مدينة تقع في شرق ليبيا بين مرتفعات الجبال الأخضر، وسواحل البحر الابيض المتوسط، يبلغ عدد سكانها 7 آلاف نسمة، وتعود بداياتها إلى القرن السايع قبل الميلاد عندما قام الإغريق بتأسيسها واطلقوا عليها اسم ابولونيا، تيمناً بإله الجمال والموسيقى، وحتى تكون ميناء تجاري مخصص لقورينا المعروفة باسم شحات، وتطورت المدينة عبر مراحل تاريخيّة متعاقبة لتصبح من اهم موانئ جنوب المتوسط، وعاصمة إقيلم المدن الخمس، في شرق ليبيا خلال العصر البيزنطي في القرن الخامس الميلادي.
تشكلت مدينة سوسة في برقة عام 630 قبل الميلاد، من قِبل المستعمرين اليونايين، وفي ما بعد اصبحت مركز تجاري مهم في جنوب البحر الأبيض المتوسط، كما كانت تعد بمثابة ميناء قورينا على بعد 20 كيلو متر من الجنوب الغربي، وفي ما بعد استقلت ابولونيا عن قورينا، عندما اصبحت المنطقة تحت احتلال روما، وتزايدت قوتها في القرن السادس الميلادي، وتم اطلاق اسم سوزا على المدينة في الفترات السابقة وهو ما يفسر الاسم الحديث لمدينة مرسى سوسة التي قامت في عام 643 ميلادي.
سُميّت مدينة سوسة على مر العصور بمسميات عدّة ومن هذه الأسماء؛ ابولونيا عندما حصل عليها الرومان في القرن الأول قبل الميلاد وفي فترة العصر الروماني ازدهر اقتصاد المدينة بشكل كبير، ومن ثم تم تغيير اسمها إلى ميناء أبولونيا، وفي القرن الخامس ازدهرت المدينة بشكل تدريجي واصبحت عاصمة للمقاطعة وتم تغيير اسمها إلى سوزوسا، وظلّ هذا الاسم يطلق على المدينة في الفتح الاسلامي، ومن بعد الفتح الاسلامي تم تغيير اسم المدينة إلى سوسة.
- الحمامات الأثريّة: تشتهر مدينة سوسة بحماماتها الأثريّة التي تعود في تاريخها إلى القرن السادس عشر، ويقع فيه متحف سوسة الذي يعد من اشهر واهم المتاحف في البلاد، التي تضم العديد من الآثار التي عثر عليها اثناء عمليّات الحفر، بالإضافة إلى العديد من المنحوتات والفسيفساء، و اللوحات والنقوش والقطع النقديّة.
- المرفأ القديم: هو ميناء قديم في مدينة سوسة، يبلغ عرضه 200 متر، ويصل طول السفينة إلى 20 متر، ويحده من الجهة الشرقيّة الكهف الذي يبعد عنه مسافة 15 كيلو متر، كما وُجد العديد من آثار مدينة سوسة الغارقة في البحر.
- متحف سوسة: هو متحف خاص في علوم الدين يتضمن العديد من الآثار التي تم العثور عليها، وبعض المنحوتات الأثريّة والفسيفساء، بالإضافة إلى قاعدة تمثال التي تم العثور عليها في القرن الثالث قبل الميلاد، وكتب على هذا التمثال قصيدة تعود إلى الشاعر كاليماخوس، كما يضم هذا المتحف نقش جنائزي يعود إلى العصر الروماني، وجزء من غطاء المقبرة الإغريقيّة، وتمثال يعود إلى الآلهة أثينا، بالإضافة إلى مقبر صغيرة كانت توضع فيها عظام الموتى بعد حرقها.